الجمعة، 8 يونيو 2012

بيان عبد القاهر البغدادي: الأشاعرة هم الفرقة الناجية .. والباقي ضالون أو كفار..!!!


بيان البغدادي: أو الترسيم الإيديولوجي للعقيدة
الأشاعرة هم الفرقة الناجية .. والباقي ضالون أو كفار

517naa


 ندرج هذا النص للبغدادي، زعيم الأشاعرة في عصره. وأهمية هذا النص ترجع إلى كونه يمثل قمة ما نعبر عنه هنا بـ”الترسيم الإيديولوجي للعقيدة” وهي العملية التي تمت مع ما يعرف بـ “بيان القادري”، نسبة إلى الخليفة العباسي القادر الذي هيمن الأشاعرة في عهده على الدولة فأصدر أمرا بمنع الخوض في مسائل علم الكلام على وجه آخر غير ما قرره في “بيانه” المختصر والاعتقاد القادري: هو عقيدة أهل السنة التي كُتبت للخليفة القادر العباسي (أحمد بن إسحاق) وتليت في مساجد بغداد وجوامعها وأقرتها طوائف أهل السنة، كما حكى ابن تيمية في كتاب (درء تعارض العقل والنقل) (ج6/ ص252) وفيه أن الذي كتب (الاعتقاد القادري) هو الشيخ أبو أحمد الكرخي الإمام المشهور في أثناء المائة الرابعة..
 و”بيان البغدادي” الذي ننشر فقرات منه هنا هو بمثابة شرح له وتفسير. ولا يمكن أن يفهم نقد ابن رشد للأشاعرة في كتابه “الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة” إلا على ضوء هذا “الترسيم الإيديولوجي للعقيدة” الذي قام به الأشاعرة في القرن الذي الخامس الهجري، وابن رشد عاش في السادس .
وقد نص “بيان القادري” والجزء الأكبر من “بيان البغدادي” وفتوى ابن رشد الجد، كبير فقهاء الأندلس في عصره، وهي الفتوى التي تشجب هذا النوع من الأدلجة للعقيدة وتدعو إلى اعتماد الظاهر من القرآن في أمور العقيدة، وهو المنهج الذي سيشرحه ابن رشد الحفيد في كتابه “الكشف عن مناهج الأدلة”،
“هذه أصول اتفق أهل السنة على قواعدها وضللوا من خالفهم فيها، وفي كل ركن منها مسائلُ أصولٌ، ومسائلُ فروعٌٍ. وهم يجمعون على أصولها، وربما اختلفوا في بعض فروعها اختلافا لا يوجب تضليلا ولا تفسيقا.



“فأما الركن الأول في إثبات الحقائق والعلوم:
[1]- “فقد أجمعوا على إثبات العلوم معاني قائمة بالعلمــاء وقالوا بتضليل نُفاة العلم وسائر الأعراض […]
“وأما الركن الثاني وهو الكلام في حدوث العالم:
[2]- “فقد أجمعوا على أن العـالَم: كل شيء هو غير الله عز وجل، وعلى أن كل ما هو غير الله تعالى وغير صفاته الأزلية مخلوق مصنوع،
[3]- ”
[4]- “وأجمعوا على أن أجزاء العالم قسمان: جواهر وأعراض، خلاف قول نفاة الأعراض في نفيها للأعراض.
[5]- “وأجمعوا على أن كل جوهر جزء لا يتجزأ، وأكفروا النظَّام والفلاسفة الذين قالوا بانقسام كل جزء إلى أجزاء بلا نهاية، لأن هذا يقتضي ألا تكون أجزاؤها محصورة عند الله تعالى، وفي هذا رد قوله: » وأحصى كل شيء عددا« (الجن 28).
[6]- “وقـالوا بإثبات الملائكة والجن والشياطين في أجناس حيوانات العالم، وأكفروا من أنكرهم من الفلاسفة والباطنية.
[7]- ” وقالوا بتجانس الجواهر والأجسام، وقالوا إن اختلافها في الصور والألوان والطعوم والروائح إنما هو لاختلاف الأعراض القائمة بها.
[8]- “وضللوا من قال باختلاف الأجسام لاختلاف الطبائع.
[9]- “وضللوا أيضا من قال من الفلاسفـة بخمس طبائع، وزعم أن الفلك طبيعة خامسة لا تقبل الكون والفساد كما ذهب إليه أرسطوطاليس.
[10]- ” وضللوا من قال من الثنوية إن الأجسام نوعان: نور وظلمة، وأن الخير من النور والشر من الظلمة […]
[11]- ” واتفق أهل السنة على اختلاف أجناس الأعراض، وأكفروا النظام فـي قوله إن الأعراض كلها جنس واحد وأنها كلها حركات، لأن هذا يوجب عليـه أن يكون الإيمان من جنس الكفر، والعلم من جنس الجهل، والقول من جنس السكوت […]
[12]- ” واتفقوا على حدوث الأعراض في الأجسام، وأكفروا من زعم من الدهرية أنها كامنة في الأجسام وإنما يظهر بعضها عند كمون ضده في محله.
[13]- “واتفقـوا على أن كل عرض حادث في محل، وأن العرض لا يقوم بنفسه.
[14]- “وأكفروا من قال من المعتزلة البصرية بحدوث إرادة الله سبحانه لا في محل، وبحدوث فناء الأجسام لا في محل.
[15]- “وأكفروا أبا الهذيل في قوله: إن قول الله عز وجل للشيء: “كن”، عرض حادث لا في محل.
[16]- “واتفقوا على أن الأجسام لا تخلو، ولم تخل قط، من الأعراض المتعاقبة عليها.

وعلى أن صانعه ليس بمخلوق ولا مصنوع، ولا هو من جنس العالم ولا جنس شيء من أجزاء العالم
[17]- ” وأكفروا من قال من أصحاب الهيولى: إن الهيولى كانت في الأزل خالية من الأعراض ثم حدثت فيها الأعراض حتى صارت على صورة العالم […]
[18]- “وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها، وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها […]
[19]- “وأجمعـوا على أن السماوات سبع سماوات طباقا، خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين إنها تسع.
627ima
[20]- “وأجمعـوا أنها ليست بكُرِيَّة تدور حول الأرض، خلاف قول من زعم أنها كرات بعضها في جوف بعض، وأن الأرض في وسطها كمركز الكرة في جوفها. ومن قال بهذا لم يثبت فوق السماوات عرشا ولا ملائكة ولا شيئا مما يثبته الموحدون فوق السماوات.
[21]- ” وأجمعوا أيضا على جواز الفناء على العالم كله من طريق القدر والإمكان. وإنما قالوا بتأبيد الجنة ونعيمها، وتأبيد جهنم وعذابها من طريق الشرع.
[22]- ” وأجازوا أيضا فناء بعض الأجسام دون بعض.
[23]- “وأكفروا أبا الهذيل بقوله بانقطاع نعيم الجنة وعذاب النار.
[24]- “و أكفروا من قال من الجهمية بفناء الجنة والنار.
[25]- “وأكفروا الجبائي وابنه أبا هاشم في قولهما إن الله لا يقدر على إفناء بعض الأجسام مع إبقاء بعضها، وإنما يقدر على إفناء جميعها بفناء يخلقه لا في محل.
“وقالوا في الركن الثالث وهو الكلام في صانع العالم وصفاته الذاتية التي استحقها لذاته:
[26]- إن الحوادث كلهـا لابد لها من محدث صانع.
[27]- “وأكفـروا ثمامة وأتباعه من القدرية في قولهم: إن الأفعال المتولدة لا فاعل لها.
[28]- “وقالوا إن صانع العالم خالق الأجسام والأعراض، وأكفروا معمرا وأتباعه من القدرية في قولهم إن الله تعالى لم يخلق شيئا من الأعراض وإنما خلق الأجسام. وأن الأجسام هي الخالقة للأعراض في أنفسها.
[29]- “وقالوا إن الحوادث قبل حدوثها لم تكن أشياء ولا أعيانا ولا جواهر ولا أعراضا، خلاف قول القدرية في دعواها أن المعدومات في حال عدمها أشياء. وقد زعم البصريون منهم أن الجواهر والأعراض كانت قبل حدوثهـا جواهـر وأعراضا. وقول هؤلاء يؤدي إلى القول بقدم العالم. والقول الذي يؤدي إلى الكفر كفر في نفسه […]
“وقالوا في الركن الرابع وهو الكلام في الصفات القائمة بالله عز وجل:
[30]- ” وأجمع أهل السنة على أن إرادة الله تعالى مشيئته واختياره وعلى أن إرادتـه للشيء كراهة لعدمه، كما قالوا إن أمره بالشيء نهي عن تركه. وقـالوا أيضا إن إرادته نافذة في جميع مراداته على حسب علمه بها […] وقالوا إنه لا يحدث في العالم شيء إلا بإرادته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن […]
[31]- “وأجمعوا على أن كلام الله عز وجل صفة له أزلية، وأنه غير مخلوق ولا محدَث ولا حادث، خلاف قول القدرية في دعواهم أن الله تعالى خلق كلامه في جسم من الأجسام وخلاف قول الكرّامية في دعواهم أن أقواله حادثة في ذاته، خلاف قول أبي الهذيل: إن قوله للشيء كن لا في محل وسائر كلامه محدث في أجسام […]
“وقالوا في الركن السادس وهو الكلام في عدل الإله، سبحانه، وحكمته:
[32]- إن الله سبحانه خالق الأجسام والأعراض خيرها وشرها، وأنه خالق أكسـاب العباد ولا خالق غير الله، خلاف قول من زعم من القدرية أن الله تعالى لم يخلق شيئا من أكسـاب العباد، وخلاف قول الجهمية إن العباد غير مكتسبين ولا قادرين على أكسابهم. فمن زعم أن العباد خالقون لأكسابهم فهو قدري مشرك بربه، لدعواه أن العباد يخلقون مثل خلق الله من الأعراض التي هي الحركات والسكون في العلوم والإرادات والأقوال والأصوات […]
وقالوا في الركن الثامن المضاف إلى المعجزات والكرامات:
[33]- “إن المعجزة أمر يظهر بخلاف العـادة على يدي مدعي النبوة مع تحدّيه قومه بها ومع عجز قومه عن معارضته بمثلها على وجه يدل على صدقه في زمان التكليف […] وهذا خلاف من زعم من القدرية أن النبي عليه السلام لا يحتاج إلى معجزة أكثر من استقامة شريعته […]
[34]- “وقالوا بأن القدرية والخوارج يخلدون في النار ولا يخرجون منها […]
وقالوا في الركن الثاني عشر المضاف إلى الخلافة والإمامة:
[35]- ” إن الإمامة فرض واجب على الأمة لأجل إقامة الإمام، ينصب لهم القضاة والأمناء ويضبط ثغورهم ويغزي جيوشهم ويقسم الفيء بينهم وينتصف لمظلومهم من ظالمهم.
[36]- “وقـالوا بأن طريق عقد الإمامة للإمام في هذه الأمة الاختيار بالاجتهاد[…]
[37]- “وقالـوا من شرط الإمامـة النسب من قريش […] خلاف قول من زعم من الضرارية إن الإمامة تصلح في جميع أصناف العرب وفي الموالـي والعجم […]
[38]- ” وقالوا لا تصلح الإمامة إلا لواحد في جميع أرض الإسلام، إلا أن يكون بين الصقـعين حاجز من بحر أو عدو لا يطاق، ولم يقدر أهل كل واحد من الصقعين على نصرة أهل الصقع الآخر، وحينئذ يجوز لأهل صقع عقد الإمامة لواحد يصلح لها منهم[…]
[39]- “وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والنجارية والجهمية والإمامية، الذين أكفروا أخيار الصحابة، والقدرية المعتزلة عن الحق، والبكرية المنسوبـة إلى بكر ابن أخت عبد الواحد، والضرارية والمشبهة كلها والخوارج، فإنا نكفرهم كما يكفرون أهل السنة، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم”


.أبو منصور عبد القاهر البغدادي: الفرق بين الفرق وبيان الناجية منهم. دار الآفاق الجديدة. بيروت. 1973. ص 309 وما بعدها.(باختصار).

منقوووووووووووووووول:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أردت من وراء نشر هذا البيان أن أظهر بعضاً من المخفي أو المسكوت عنه في حياتنا الثقافية والدينية المعاصرة ومدي ما نعايشه من أُحادية ومن منظور واحد ورُؤية واحدة وتفسير واحد منذ القدم…..حتي الآن

فالكل يزعم ويدعي أنه الواصل وأنه في الجنه وأنه الفرقه الناجية بناء علي حديث مشكوك في متنه وسنده أصلا فقد صدع بعض السلفين رؤسنا بأنهم هم الناجون وأنهم وأنهم و…الخ فيما علي الجانب الآخر وجدنا الأشاعرة أو بعضهم يقولون ذات القول….فأين المفر إذا؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق